7 استراتيجيات ذكية لتسوق لمنتجك وتجارتك
في معظم الأحيان طريقة تقديم المنتج أو الخدمة أهم من المنتج نفسه، فكم من منتج نافع وسعره معقول لم ينجح والسبب يعود لطريقة تسويقه وتقديمه للجمهور.
أعددت منشوراً لحساب على انستجرام ذكرت فيه أن مجرد تعديل في العبارات أو الفكرة قد يساعد منتجك لينجح ويصل للفئة المستهدفة. المنشور لاقى نجاحاً عالياً وليس هذا من فراغ؛ فكثيرٌ منا لديه أفكار تجارية رائعة ولكن التحدي الحقيقي في إيصالها للجمهور الصحيح.
فيما يلي سأستعرض معك مجموعة من الاستراتيجيات المجربة والمدعومة بدراسات حديثة، ستجد أن بعضها يناسب مشروعك فلا تتردد باستخدامها والاستفادة منها لتحصل على نتائج أفضل عند التسويق لمتجرك.
1. اعرض منتجات بعدد ووقت محدود
من أساسيات الاقتصاد أنه إذا زاد العرض قل الطلب، بل إن الأسعار ترتفع وتنخفض بناء على توافر المنتج. استفد من هذه المبدأ في عرض منتجات متجرك، ابدأ بإعداد منتجات بعدد محدود وقدمها لزوار متجرك واكتب ”العدد محدود“ أو اعمل عرض خاص يكون لوقت محدد ينتهي خلال 5 أيام مثلاً. من المهم أن لا يكون الوقت طويلاً حتى لا يؤدي ذلك إلى تهاون المهتمين بالشراء ونسيانهم.
إن حاولت جمع هذه الفكرة مع تسعير جيد وجملة تسويقية فستحصل على نتائج أفضل. مثلاً:
- عرض خاص 99 ريال فقط، فرصة ثمينة
- لفترة محدودة خصم 25 ريال للمشتريات ب 100
- عدد محدود، سارع الآن
- 50% خصم لـ 48 ساعة فقط
2. قدم تجربة ممتعة
دراسة تقول 64% من الناس يختارون التجربة على السعر عند الشراء. هذا متوقع فالمنتجات كثيرة والمتاجر كثيرة، لذلك السؤال هو: مالذي يميز متجرك؟ مالذي سيجده عملاؤك مختلفاً؟ إن كان المنتج نفسه أو مقارب له في متجر آخر وربما أقل سعراً أو يصلني في وقت أسرع. الجواب: قدم تجربة ممتعة لعملائك.
التجربة تبدأ من دخول العميل المحتمل لمتجرك، وتصفح منتجاتك، وعملية الدفع، والتواصل معك. كل هذه الأمور تترك أثراً رائعاً لدى العميل وهذا ما سينقله للآخرين؛ لذلك اهتم بتصميم الموقع ومحتواه.
كن لطيف العبارة، وفي نفس الوقت كن صادقاً فإن كان المنتج أو الخدمة لا تحوي ما يسألون عنه حينها أخبرهم بذلك. على مدى السنوات الماضية تواصل معنا العشرات بخصوص منتجنا ”قالب مهارتي“ يسألون عن أشياء محددة ليست موجودة في القالب، و أخبرناهم أن القالب لا يحويها بدون أي محاولة إقناع… والعجيب أن أكثرهم اشترك معنا، بل كل من اشترك بعد تواصل من هذا النوع أبدى إعجابه ورضاه.
من الأمور التي أنصح بها عملائي أن يلتقطوا صوراً لمنتجاتهم أثناء الإعداد والشحن، هذه الصور أرسلها لعملائك كجزء من المتابعة والتحديث بخصوص الطلب. وكذلك بعد استلام المنتج أقترح أن تطلب منهم أخذ صورة للطلبية أو المنتجات ونشره على مواقع التواصل وعمل منشن لك أو استخدام هاشتاق معين. هذا له كبير الأثر في ارتباط عملائك بما تقدمه وبناء نادي من المعجبين.
89% من العملاء يختارون شركة منافسة بعد تجربة سيئة. هذه الدراسة تعطيك تصور عن مدى أهمية التجربة فهناك الكثير ممن يبحث عن بدائل لأنهم لاقوا تجربة سيئة أو عدم اهتمام.
3. قدم منتجاً يحمل المسؤولية
هناك الكثير من المنتجات تصل إلينا بعدما سببت معاناة وظلم للعاملين وملاك الأرض. لذلك كثير من الشركات بدأت تهتم بما يسمى ب Fairtrade وهو أن العاملين والمزارعين تم إعطاؤهم حقهم أو على الأقل سعر المثل. وكذلك سترى اهتماماً بتوثيق مصدر المنتج والخامات التي تم استخدامها وهذا يشعرك بمصداقية وشفافية مطلوبة.
عندما يُخيّر العميل بين منتجين أحدها مجهول المصدر بدون معلومات وافية، أو ربما هناك أخبار بظلم الأيدي العاملة وهضمهم حقهم، وبين منتج يوثق المعلومات ويذكرها على غلاف المنتجات، ويفتخر بهذه المعلومات على الموقع الرسمي، وقتها الاختيار واضح وإن كان السعر أعلى.
لله الحمد، هذا المعنى الجميل والإحساس بالمسؤولية متوفر في كثير من منتجاتنا المحلية؛ لذلك أرى أنه من الجيد الاستفادة من هذه الفكرة في التسويق.
4. قدم منتجاً واعياً
هذه الاستراتيجية من الأمور القادمة بقوة لمجتمعاتنا، مع الطاقة البديلة وترشيد الاستهلاك وحماية الحيوانات من تهديد الانقراض فكلنا عليه مسؤولية بشكل من الأشكال. من ناحية تجارية هناك شريحة واسعة جداً من العملاء يهمها أن تعرف: هل المنتج صديق للبيئة؟
بعض الشركات تسوق لنفسها أنها تستخدم ورق أقل، أو طاقة بديلة للتدفئة أو التبريد، وعندما يشتري العميل المنتج فإن لسان حاله يقول أنا أشترك مع الشركة في مبادئها وتوجهها.
هذه الاستراتيجية تنطبق أيضاً على الاهتمام بالصحة فالمنتجات التي تقدم خيارات أفضل مثلاً ملح أقل، زيت أقل، سكر أقل، عضوي، طبيعي 100%، خالي من SLS أو التعديل الوراثي، أو قابل لإعادة التدوير. هذه المنتجات تجد مكانها في السوق بسهولة، فكلنا – إن أمكنه – سيختار المنتج الواعي الذي يشعرني بأنني أهتم بصحتي وصحة عائلتي وبيئتي.
5. قدم منتج بهوية محلية
كثير من المتاجر المحلية وصناع المنتجات اليدوية يحاولون محاكاة المنتجات الخارجية في تغليفها وعرضها. هذه المنتجات لا تحصل على نجاح يذكر لماذا؟ لأنها ليست منتج محلي ولا منتج أجنبي. ببساطة منتج بلا هوية. لا مانع من الاستفادة من الأفكار ولكن من المهم جداً أن يكون للمنتج هوية خاصة به مستقى من ثقافتك وتقاليدك.
متاجرنا الإلكترونية الآن مفتوحة للعالم بأكمل، مالذي سيدفع شخص في دولة بعيدة أن يشتري منتجي؟ باختصار أن يكون له طابعه الخاص والمميز؛ لذلك اهتم بالمنتج ومحتواه واهتم أيضاً بتغليفه وطريقة عرضه واستفد من الألوان والتصاميم المحلية لتضع لمسة خاصة وأنيقة.
6. سوِّق بطريقة غير مباشرة
هذه من أقوى الطرق حالياً في جذب عملاء ومهتمين؛ فالشركات لا تهتم كثيراً بالإعلانات المباشرة وإنما تستفيد من التعليم والتأثير الاجتماعي.
منصات التواصل الاجتماعي وفرت بيئة للتسويق الغير مباشر؛ فمن يقدم دورة ويستخدم منتجاً مدفوعاً يوجه المهتمين للشراء بدون كلمة ”اشتر“ أو ”ادفع“. هناك دراسة تقول أن 90% يثقون بشهادة شخص يعرفونه و 30% فقط يثقون بالإعلانات. المعلم مصدر ثقة وخصوصاً في مكان الدرس لذلك أوصي من يقدم محتوى تعليمي أن يضع ذلك واضحاً في معلومات الدورة قبل الانضمام “بأنها تعتمد على منتج مدفوع”؛ فهذا من مصداقية المعلم، وفي نفس الوقت سيقلل طلبات الاسترجاع.
أيضاً هناك من يسمى بالمؤثرين على مواقع التواصل، دراسة حديثة تقول أن المشاريع التي تبني شراكة مع المؤثرين الصغار (صغار من ناحية عدد المتابعين والمعجبين) ”micro-influencers“ يحصلون على عائد أعلى مقارنة بالمشاهير.
يحس العميل أنه اختار بناء على قراره وذكائه. فهو شاهد فلان يستخدم هذا المنتج وفلان وضعه في خلفيته أثناء الحديث عن موضوع مختلف. بل من الأمور التي تضحكني عندما أرى بعض التعليقات على فيديوهات بعض الرياضيين: ايش الحذاء الذي تستخدمه؟ وكأن الحذاء كان سبباً في تفوق هذا الرياضي. لكنه التأثير.
هذه الفكرة ليست حديثة وإنما نعرفها جيداً. الجارات يسألون جارتهم عن سر الطعم اللذيذ وتخبرهم أنها استخدمت هذا المنتج، والسيارة نفسها تراها بكثرة في المجتمع الواحد، والجوال نفسه، وهكذا.
من الطرائف التي مرت علي، رأيت شارعاً كاملاً من البيوت أعادوا بناء واجهاتهم! واحداً تلو الآخر وخلال أشهر قليلة. هذا مثال واضح للضغط والتأثير الاجتماعي.
7. متجر مستقل
دعم المتاجر المستقلة ”Independent Sellers“ هذا تراه واضحاً في أماكن حول العالم وهي في ازدياد. بل أعرف شخصياً العشرات ممن لا يشترون من أمازون أو ايبي وأمثالها كمبدأ؛ لسيطرتها على السوق، وضغطها على الباعة، وفي كثير من الأحيان هضم حقوقهم وهذا يظهر جلياً على باعة الكتب على سبيل المثال. لذلك وإن كنت تستفيد من هذه المنصات الشهيرة لبيع منتجاتك حاول أن يكون لديك متجرك الخاص المستقل الذي تهتم به بعيداً عن ضغط هذه الشركات.
المنتجات المصنوعة يدوياً أو المتاجر المستقلة تقدم ميزة لا يمكن للشركات الضخمة محاكاتها، وهي أن ما تقدمه خاص بك يحوي لمستك الخاصة واهتمامك الشخصي ومتابعتك. من يشتري منك يحصل على تجربة مختلفة واهتمام راقي، الشركات الكبيرة توفر ردود آلية ولكن التواصل معك شخصي، الشركات الكبيرة لا تُفرق بين المنتجات الجيدة والرديئة أما منتجاتك فهي مختارة بعناية وذوق، والقائمة تطول… لذلك أنت بحاجة إلى جلسة عصف ذهني واسرد المميزات التي تميز متجرك و منتجاتك واعرضها بفخر على موقعك ومواقع التواصل. هذه المميزات مصدر قوة وتميز وأصالة.
شكرا
العفو أحمد
عصام
انتا من جد مبدع في طرحك
اشكرك عزيزي
احب اتابعك
شكراً عمر
أسعدني تعليقك وتشرفني متابعتك