ماهو المحتوى البصري وكيف يمكن أن يجعل موقعك أكثر احترافية؟
لاشك وأنك سمعت من قبل عبارة “المحتوى هو الملك”، وبدأت بعدها مباشرة في التدوين وكتابة المحتوى على موقعك مستهدفا فئة معينة من الزوار، نتائجك بدأت تظهر بعد فترة قصيرة من العمل، شجعتك بكل تأكيد على مزيد من المثابرة لكن بدأت تلاحظ مؤخرا ركودا وجمودا في تقدم الموقع، الأفكار بدأت تنفذ وبدأت تتساءل عن طريقة لنقل موقعك لمرحلة أخرى أكثر نوعية وتطورا.
وعليه نطرح معك السؤال التالي كيف نصنع محتوى مميز يجذب القراء ويجعلهم مشتاقين لمتابعة كل جديد؟ كيف نجعل الزائر يحب موقعنا ويتفقده كل يوم؟
قبل الإجابة على هذه التساؤولات يجب أن تعلم يا عزيزي أن المحتوى لا يقتصر على النصوص والمقالات فقط، بل هو أكبر بكثير من ذلك وهو ما سنراه لاحقا.
فالكثير يقع في الفخ، إذ بمجرد سماعه لكلمة المحتوى يتبادر إلى ذهنه فورا المقالات والنصوص المكتوبة، لكن هذه تعتبر نظرة جد قاصرة في حق المحتوى لأنه أعم وأشمل من ذلك بكثير.
وعلى هذا الأساس يمكن تصنيف المحتوى لعدة أنواع مميزة قد تتمثل في المحتوى النصي الذي أنت بصدد قراءته حاليا، وهو يقتصر على مجموع المقالات والنصوص المكتوبة، ويعتبر هذا النوع من المحتوى الأشهر باعتباره سهل التدوين بحيث لا يتطلب سوى فكرة لتصاغ في مقال ينشر على مدونة أو على مواقع التواصل الاجتماعي، كما يمكن أن يتمثل المحتوى في نوع آخر يعبر عنه بالمحتوى البصري الذي يعتمد أساسا على التفاعل البصري وطريقة نظرك للصورة وفهمها بحيث قد نجدها في الانفوجرافيك وبعض التصاميم الجميلة التي يمكنها أن توصل الرسالة بطريقة أقوى من النص المكتوب، وهذا النوع من المحتوى محبب بكثرة على مواقع التواصل الإجتماعي، وبالإضافة لما سبق يمكن ذكر المحتوى السمعي الذي قد تفضله بعض الفئات من البشر لسهولة الوصول إليه من خلال إمكانية سماعه في أي زمان ومكان على الهواتف المحمولة، كما لا يجب أن ننسى أيضا محتوى الوسائط المتعددة الذي يشمل الفيديو، وهو أفضل أنواع المحتويات نجاحا لأنه يخاطب السمع والبصر في وقت واحد، كما أنه يستطيع أن يشرح العديد من التفاصيل التي لا يمكن إيضاحها بالإعتماد على الأنواع السابقة.
في هذه المقالة سنتعمق أكثر في المحتوى البصري والوسائط المتعددة، وكيف يمكن لهذا النوع من المحتوى أن يجعل موقعك أكثر احترافية.
كيف تحول العالم إلى المحتوى البصري وللوسائط المتعددة؟
كان الإنسان في القديم يعتمد على الحديث والخطابة بالإضافة إلى النصوص والمقالات في إيصال رسالته، لكن كان هذا يقتصر على الجمهور الحاضر مما يعني الرسالة تقتصر على الحضور فقط في ظل عدم وجود تقنيات توصل المعلومة للناس كلها، ومع التطور البشري تم اختراع الإذاعة والتلفزيون فكانت هذه خطوة نوعية انتقل فيها البشر إلى ما يعرف بالتواصل الإجتماعي البصري، واليوم بفضل الإنترنت يخطو العالم خطوة عملاقة بحيث لم يعرف البشرية عصرا في سرعة انتقال المعلومة مثل عصرنا هذا، بحيث تقول الإحصائيات أن اليوتيوب لوحده يسجل 4 مليارات مشاهدة يوميا، مما يجعلنا نخلص إلى نتيجة مفادها أن أغلب المستخدمين يفضلون المحتوى البصري والوسائط المتعددة.
كيف اهتمت المواقع العالمية بالمحتوى البصري؟
اقتصرت الإنترنت في بداياتها على المواقع والمدونات معتمدة على المحتوى النصي، قبل أن يشهد تطورا نوعيا في الآونة الأخيرة بفضل ظهور عدة منصات وشركات أحدثت ثورة تكنولوجية عظيمة في نقل المعلومة، وإليك أهم الإحصائيات التي تبين بشكل واضح التطور الذي أدى إلى الإنتقال البصري، وما يفضله المستخدم بشكل عام:
- المدونات والمواقع الناجحة تجدها تتكون غالبا من مقالات مطولة (تتراوح بين 800 و1500 كلمة) مما يعني أن المستخدم يحبذ كثيرا الشروحات التفصيلية، بحيث يريد أن يجد ضالته في مقال واحد يغنيه عن بحوث أخرى.
- ظهور الفيسبوك وتويتر كانا بمثابة نقلة نوعية ملحوظة في عالم الشبكة العنكبوتية، لكنهما لم يعتمدا على المحتوى البصري في البداية، بحيث اقتصر الفيسبوك على إضافة الأصدقاء فكان شبيها بموقع محادثة، فيما تويتر كان يقتصر في السابق على نشر المحتوى النصي الذي لا يتجاوز 140 حرفا، لكن نشاط المستخدمين على الفيسبوك أظهر إحصائيات مهمة، وهي أن الصور على الفيسبوك تحقق تفاعل أكبر بنسبة تتجاوز 53% مقارنة بالمنشورات العادية، مما جعل الفيسبوك يدعم نشر الصور والفيديوهات أكثر فيما بعد، وحتى تويتر أتاح استخدام الصور والفيديو في التغريدات، كما أن هذا كان بمثابة تمهيدا لظهور منصات أخرى عرفت كيف تستغل جيدا هذه الإحصائيات كانستجرام وغيرها.
- إن إقرار الإحصائيات بتفضيل المستخدم للصورة والوسائط المتعددة عجل بظهور منصات ومواقع أحدثت ثورة غير مسبوقة في عالم الإنترنت مثل اليوتيوب، تامبلر، انستجرام وباينتريست بحيث تعتبر بمثابة مدونات مصغرة للوسائط المتعددة لا حاجة فيها للكلمات، ولقد تمكنت انستجرام مثلا من التفوق من حيث عدد المستخدمين النشطين يوميا عبر الهواتف المحمولة مما يدل على قوة هذه الإحصائيات.
- ولم يقتصر هذا على مواقع التواصل الإجتماعي بحيث فهمت أغلب المواقع العالمية الكبيرة الأمر، وراحت تعتمد على الصور والانفوجرافيك وعلى الفيديو أيضا في نشرها للأخبار والمعلومات، إذ أصبحت تستقطب ملايين الزوار يوميا بفضل هذه التغييرات البسيطة.
سبعة أفكار للاستفادة من المحتوى البصري لموقع أكثر تفاعلاً
بناء على ما سبق يتضح جليا ضرورة استغلال هذه المعطيات والإحصائيات لصالح جذب عدد زوار أكبر وتفاعل إيجابي لموقعك، وعليه سأقترح عليك مجموعة من النصائح والخطوات التي يجب عليك اتباعها لجعل موقعك أكثر احترافية بالاعتماد على المحتوى البصري والوسائط المتعددة:
- استخدم الصور بجانب الكلمات كلما أمكن ذلك، من خلال استخدام صور معبرة، انفوجرافيك، فيديوهات ذات علاقة، بالإضافة للرسوم المتحركة (gif)
- أنشئ محتوى بصري أصلي غير منقول، إذا لم تكن تمتهر ذلك يمكنك الاستثمار وطلب ذلك من مصممين محترفين.
- استخدم قالب احترافي لموقعك يجعله من السهل إنشاء محتوى بصري بطريقة سلسلة ومبهرة ومشاركته مع زوار موقعك أو مدونتك.
- استثمر في المحتوى البصري الذي ينتجه الجمهور وشجع معجبيك على نشر ومشاركة الصور أو الفيديوهات عن طريق المسابقات مثلا واعرضها على موقعك.
- اطرح قصصك بالصور فهي تستقطب جمهورا أكبر وتوصل الرسالة بشكل أفضل.
- التفاعل مع متابعيك على مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق أهدافك والتعريف بموقعك، منتجك، أو فكرتك.
- أضف الكلمات لشرح صورك وفيديوهاتك، واطلب من متابعيك أو زوار موقعك التفاعل معها.
والآن نترك الكلمة لك عزيزي شاركنا آراءك في التعليقات، هل أنت موافق لقوة المحتوى البصري، وهل تعتمد عليه في موقعك؟